الثلاثاء، 28 سبتمبر 2010

لا تضع طعامك في بطون الشياطين


رجلٌ وزوجته دخلا لمطعم ما وطلبا أفخر الأطعمة والأطباق وأغلاها

ولم يبخلا على نفسيهما بأن يطلبا شوربة وسلطات وعصائر وخلافه

وحين امتلأت بطونهما بالطعام مضوا بعد أن دفعوا الحساب غير مكترثين

ببقاء ثلاث أرباع الطعام على المائدة -بل بعضه كما هو- لم تمسسه يد..!

مشهدٌ يتكرر في كل مطعمٍ بأرض بلادي..

يرضي الشيطان ويسخط الرحمن الذي قد رزقنا هذه النعم فما شكرناها حق شكرها..

الشرع الحنيف أيها الإخوة

لم يأمرنا بأن نحرم أنفسنا من أطيب الأطعمة بل وأغلاها إن استطعنا

فلقد قال الله سبحانه ( كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله )

لكنه كذلك حرم علينا الإسراف..وهي بلوى ابتلينا بها حتى

طبّعها الشيطان علينا حتى أصبحت عادة اجتماعية..

البعض قد يعتقد بأني سأتكلم عن قضية الإسراف

ولقد تكلم الفضلاء كثيراً في هذه القضية..

بل إني سأخصص هذه الصفحة لقضية أخرى

قلٌة من قد تطرق لها..

يا اخوان

ما ضر أحدكم لو أنه ذهب بأهله لأحد المطاعم

وطلب لهم ولنفسه كل ما قد اشتهته نفوسهم

ثم وقبل أن يمضي..

نادى النادل وطالبه بأخذ هذا الطعام ( سفري )

ما ضره ؟

ما ضرك ؟

ثم أخذته وأنت تسير في الشارع

وقدمته لأحد المساكين من عمال البلدية

أو العمالة التي تعمل في التعبئة بمحطات الوقود

وطلبت منه الدعاء لك..

ما ضرك ؟

أنت بهذا العمل -ان استحضرت النية- فقد صنعت لنفسك أجوراً ثلاثة:

1- حفظت نعمة الله وشكرتها عملياً من أن تذهب إلى القمامة.

2- تصدقت بشيء لم يكلفك شيئاً لأنك قد دفعت قيمته في الأصل على نفسك.

3- دعوت إلى الله بأسلوبٍ غير مباشر فكيف يكون شعور النصراني او البوذي أو الهندوسي الفقير حين تسأله: هل أنت مسلم ؟ وحتى حين ينكر انتماءه للإسلام ، تقدم له هذا الطعام على الرغم من كفره، أي جذب انسانيٌ عظيمٌ بأن ينتمي لهذا الدين سيحصل في نفسه ..؟



هذا الموضوع هو دعوة وتعاهد منا جميعاً ، بأن نخصص المتبقي والفائض من أطعمتنا

التي نأكلها في المطاعم التي نرتادها عائلاتاً وعزاباً للفقراء وللمساكين..

فبعضهم راتبه والله لا يتجاوز الـ 500 ريال ، فإن كنا نحن الذين نستلم الآلاف

لا نستطيع على مصاريف الحياة فكيف بهذا المبلغ الذي تدفعه

الشركات بورقة نقدية واحدة..!!

تخيل نفسك في يوم القيامة وأنت بحاجة الحسنة والحسنتين

وأنت قد أطعمت هذا وسقيت هذا من هذا الفائض الذي لم يكلفك شيئاً

فأظلك الله بهذه الصدقة..

بل ربما كان ذلك سبباً في دخولك إلى الجنة

ما ضرك ؟



جاء رجلٌ فقير إلى عائشة رضي الله عنها ولم يكن لديها الكثير من الطعام

فما وجدت إلا ( عنبة ) تقدمها له ، فسألها الفقير مستنكراً !!

عنبةٌ يا عائشة ؟

فقالت إنك لا تدري ما تعدل هذه عند الله تعالى

هذا ليس كلامي بل كلام أفقه أمهات المؤمنين بل كل الصحابيات وأعلمهم بالدين

طلبت اثنين شاورما ، فأكلت واحدةً فشبعت .. قدم الأخرى لفقير لكناس لعامل محطة وقود

أكلت دجاجة أنت وصاحبك وتبقى ربعها ، ما ضرك لو قدمته لفقير أو لمحتاج ؟

معاً لحفظ نعمة الله يا اخوان

وتذكر حين تفرغ من طعامك

أن ما أكلته سينتهي لفضلات

أما ما سوف تتصدق به

ستجده عند الله تعالى يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون

فما الباقي ؟ وما الفاني ؟

فلا تضع طعامك ( وإن كان جناح دجاجة )

في بطون الشياطين


فإن ذلك البطن سيشهد عليك وزراً يوم القيامة

بعد أن تجشأ الشيطان شبعاً من سيئاتك !


تذكروا

( لئن شكرتم لأزيدنكم )

والشكر

ليس بالكلام فحسب !

***


اللهم إني أسألك الإخلاص في هذا العمل

اللهم إني أسألك الإخلاص في هذا العمل

اللهم إني أسألك الإخلاص في هذا العمل




 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق